من هو الإمام يحيى بن عمر

 

1

صورة الإمام يحيى إبن عمر كما تصورها الرسام علي البرقاوي

هو أبو زكريا يحيى بن عمر بن يوسف بن عامر الكناني الأندلسي, ولد بحيان الأندلسية سنة 213 هـ الموافق 828 ميلادي و نشأ بقرطبة

2

فأخذ عن عبد الملك بن حبيب ثم انتقل إلى المشرق فتتلمذ بمصر على الدمياطي و ابن بكير و ابن رمح.ثم انتقل إلى الحجاز فسمع عن أبي مصعب الزهري ثم رجع إلى افريقية فاستقر بالقيروان ليستكمل ثقافته. فسمع عن أبي زكريا يحيى بن سلمان الفارسي. كما تتلمذ على الإمام سحنون الذي استحوذ على مشاعره وانتصب للإفتاء و للتدريس بجامع عقبة

3

خريطة العالم العربي

و كان يحرض تلاميذه على طلب العلم و المعرفة داعيا إياهم إلى الاعتدال و نبذ التطرف و الانغلاق.لذا شن حملة على التطرف و التعصب ( جماعة مسجد السبت) وهي حركة صوفية رجعية متطرفة تهدد ما جاء به الإسلام من تطور و تفتح و اعتدال, وقد انتشرت هذه الحركة بسرعة لغزو مشاعر و إحساس المسلمين و هذا ما دفع الإمام يحيى بن عمر إلى مقاومتها و التصدي لها فألف كتابا في الرد عليها و على أصحابها

4

صومعة جامع القيروان

و مع ذلك فقد صمدت هذه الحركة واكتسبت كثيرا من الأنصار, وأدرك الإمام يحيى بن عمر أنه أصبح هدفا لهؤلاء المتطرفين خاصة بعد تولي القضاء بالقيروان ابن عبدون

الذي أخذ يقتل و ينكل بكل من خالفه الرأي و كان من أبرز أهدافه الإمام يحيى بن عمر, الذي أدرك الخطر فالتجأ إلى تونس و ظل يتنقل مختفيا حتى آل به المطاف إلى رباط مدينة سوسة

5

قصر الرباط بسوسة

فقد وجد في مدينة سوسة ملجأه الأخير حيث انتشرت في و متساكنيها روح الحمية الدينية الإسلامية التي تنبذ التطرف و تحمي العلم و العلماء.و لما أدرك الأمير الأغلبي إبراهيم بن أحمد مظالم قاضيه بن عبدون قام بعزله و طلب من الإمام يحيى بن عمر تولى القضاء بالقيروان فرفض الإمام هذا المنصب الهام مفضلا الإفتاء و التدريس بين عرصات جامعها الكبير

6

الجامع الكبير بسوسةحيث اكتظت رحابه بالتجار يسألونه عن مشاغلهم و مشاكلهم التجارية فيجيبهم بكفاءة واقتدار. و ألف في هذا الغرض كتابه " أحكام السوق" وهو أول كتاب في العالم الإسلامي يتناول القانون التجاري

7

مقدمة مخطوط أحكام السوق

كما ألف عديد الكتب الأخرى بلغت حوالي 40 كتابا نذكر منها:كتاب أحكام السوقكتابه في أصول السننكتابه في فضائل المنستير و الرباطكتابه الصراطكتابه الميزانكتابه النظر إلى الله عز و جلكتابه الاختصارات المستخرجةكتابه الرد على الشافعي وهو موجود بمكتبة رقادة بالقيروان و يحتوي على 24 صفحة

8

كتاب الرد على الشافعي

و توفي بسوسة سنة 289 هـ الموافق 902 مـ و دفن بها وفي عهد البايات شيد له هذا المقام تخليدا و تقديرا لمكانته الدينية و العلمية

9

مقام الإمام في عهد البايات.